الرؤية- مدرين المكتومية- مريم البادية- فيصل السعدي
توج صاحب السُّمو السيّد بلعرب بن هيثم آل سعيد مساء أمس الثلاثاء الفائزين بجائزة بلعرب بن هيثم للتصميم المعماري، وذلك خلال الحفل الختامي الذي أقيم على ميدان دار الأوبرا السلطانية مسقط. وشهد الحفل الإعلان عن المشاريع الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى، وتكريم أصحابها بدروع الجائزة التي تم تسليمها لأول مرة على مستوى الجوائز بالوطن العربي بنسخ رقميّة تستخدم تقنية “الرموز غير القابلة للاستبدال” المعروفة عالميًا باختصار NFT””. عند وصول صاحب السمو السيّد راعي الحفل اطلع على المعرض المصاحب، والذي احتوى على استعراض للمشاريع العشرة المتأهلة إلى التصفيات النهائية.
وتضمّن الحفل استعراضًا مرئيًا للمشاريع العشرة وما تحتويه من مرافق وخدمات، إضافة إلى كلمة لجنة التحكيم ألقاها المهندس فؤاد بن عبد الله الكندي رئيس اللجنة؛ حيث أكد أنَّ الجائزة شكلت مُحفِزا أساسيا ودافعا قويا للمعماريين والمصممينَ والمهندسينَ وغيرِهم، حيث أفرزت أفكارا ملهِمة وتصاميمَ مبدِعة أكدت رصانةَ فلسفةِ الجائزةِ وأهدافِها. وقال الكندي إن الحماس القوي والقدرات الكامنة للشباب والشابات للقيام بدورهم في صناعة مستقبل وطنهم كانت الدافع في الإقبال الكبير اللافت للنظر للمشاركات، بالرغم من محددات الوقت.
واحتوى الحفل على مقابلات للمشاركين والفيلم الختامي للجائزة، ثم استعراض الجوائز الثلاث من الجائزة والتي صممت لأول مرة على مستوى الجوائز في الوطن العربي بتقنية “الرموز غير القابلة للاستبدال” المعروفة عالميًا باختصار NFT””.
المشاريع الفائزة بالمراكز الثلاثة الأولى
وتّوج بالمركز الأول مشروع “ميدان مطرح” لكل من أحمد بن محمد الجهضمي، وأميمة بنت محمود الهنائية، وعبدالله بن صالح البحري، والذي يسعى لتعزيز قيمة مطرح بمعالمها الفريدة، حيث يتوسط الميدان جسر أيقوني جرى تصميمه بشكل طائر فوق البحر، والذي استلهم من سيف الإمام الصلت بن مالك الخروصي، ويؤطر الجسر معالم مطرح الشهيرة في صورة واحدة، ويُحيط بالجسر ساحة متعددة الاستخدامات تشمل نافورة راقصة ومحلات التجزئة ومقاهٍ، مع أضواء تتماهى مع أمواج البحر.
فيما حصل على المركز الثاني مشروع “نصب التأسيس التذكاري”، لناصر بن سلام الهيملي ويعكس التجربة الإنسانية العميقة في سلطنة عُمان بتفاصيلها ودهشتها، حيث يجسد المشروع مساراً يعيد رسم المستقبل والتغيير في مفهوم المساحات المجتمعية بسلطنة عُمان. أما المركز الثالث فكان من نصيب مشروع “جناح مستقبل عُمان”، لطاهرة بنت محمد البوصافية ليُعبّر عن مساحة تستكشف فرص المستقبل لصناعة حضور متميز لسلطنة عُمان في خريطة المستقبل، ويدمج المشروع بين عناصر التاريخ والمستقبل لإبراز المبادرات والخطط المستقبلية لسلطنة عُمان مع فهم عميق وراسخ لتراثنا وتاريخنا الممتد في جذور التاريخ.
وضمت لجنة التحكيم المهندس فؤاد بن عبد الله الكندي رئيسًا للجنة التحكيم، والدكتورة عالية بنت عبدالستار الهاشم نائبةً للرئيس، وعضوية المهندس سلطان بن حمدون الحارثي، والمهندس حمد بن ناصر الهنائي، والمهندس سيف بن علي الهنائي.
واستهدفت الدورة الأولى للجائزة موقعًا محددًا في منطقة حي الميناء بولاية مطرح في محافظة مسقط، مُطِلًّا على الواجهة البحرية بمساحة إجمالية تبلغ 7500 متر مربع، لإنشاء معلمٍ حيويٍّ يجسد السنوات الخمسين لنهضة سلطنة عُمان بقيادة المغفور له بإذن الله السلطان قابوس بن سعيد- طيب الله ثراه- ويستشرف تطلعات رؤية “عُمان 2040” بقيادة حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طرق المعظم- حفظه الله رعاه-.
وكان الإعلان الرسمي عن الجائزة مساء السبت 15 يناير الماضي، ثُم بعده بأيامٍ قليلة فُتح المجال للمشاركة، حيث بدأ التفاعل من قبل المستهدفين بإرسال أعمالهم ومقترحاتهم، وقد حرص مكتب الجائزة خلال تلك الفترة على التواصل مع المتقدمين الذين أرسلوا أعمالًا غير مكتملة، وذلك بهدف استكمال المتطلبات المنصوص عليها في شروط الجائزة بغية عدم توفيت الفرصة عليهم.
واستقبلت الجائزة بانتهاء فترة تسليم المشاركات ثلاثمائة وستة وخمسين مشاركة مكتملة، متوافقة مع الشروط، فيما تم استبعاد عدد من المشاركات التي كانت مخالفة لشروط الجائزة.
وخضعت المشاركات المقبولة إلى تقييم دقيق وفحصٍ شامل من قبل لجنة التحكيم التي عملت على مدار أيام متتالية لدراسة تلك المشاركات وتقييمها فنّيًّا بما يتوافق وأهداف الجائزة.
وتنوعت المُشاركات المقدّمة للدورة الأولى للجائزة، حيث قدّم المشاركون تصورات وتصاميم متعددة لمعالم معمارية، وبعضها لمجسمات ومبانٍ مستوحاة من الثقافة العُمانية، هذا عوضًا عن المزارات السياحية والمنشآت التجارية المستوحاة فكرتها من بعض مفردات التاريخ العُماني، إضافة إلى المتنزهات والأسواق التجارية المفتوحة المزودة بالمرافق المتعددة.